في تسابق مع الزمن.. التنافس على هوية تشرعن الحق الفلسطيني مقابل الإسرائيلي |
في تسابق مع الزمن.. التنافس على هوية تشرعن الحق الفلسطيني مقابل الإسرائيلي

02.03.10 - 09:50
هبة لاما/خاص/PNN- هي مبادرة مشتركة بين رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي ورئيس بلدية بلفورد وأركويد الفرنسيتان لاعتبار مدينة الخليل القديمة والحرم الإبراهيمي والأماكن التاريخية كإرث إنساني وتاريخي عالمي ضمن المشروع الذي طُرح في فنيسيا الإيطالية في نوفمبر 2008 لاعتبار جميع المدن المتوسطية كمدن تاريخية وإرث إنساني في سجل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو".
لكن المشكلة بالنسبة للمدن الفلسطينية -كما يؤكد رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي- تكمن في عدم الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة في اليونيسكو لذلك فإن مثل ذلك القرار لا ينطبق على مدنها. من هنا بدأ التفكير في السعي وراء تسجيل المدن الفلسطينية -في البداية الخليل وبيت لحم- كمدن تاريخية قبل سعي إسرائيل لذلك إذ يكمن التنافس هنا حول هوية هذه المدن التي تحاول إسرائيل جاهدة إلى تحويلها لإرث يهودي خالص وحرمان الفلسطينيين من حقهم التاريخي والتراثي فيها.
ولهذه المبادرة تبعات كثيرة -كما يؤكد العسيلي- لأن اعتبار مدينة الخليل وتليها بيت لحم- كمدن تاريخية في سجل "اليونيسكو" يقطع الطريق أمام إسرائيل لتهويد هذه المدن ويفتح الباب واسعاً أمام المدن الفلسطينية الأخرى كأريحا ونابلس لدخول هذا السجل.
عام كامل من المحاولات والمؤتمرات والندوات -كما يؤكد العسيلي- وحتى الآن الوضع لا يزال على ما هو عليه إذ يقول: "قمنا بإعلان المبادرة في 21/10/2009 في اليونيسكو وشكلنا اللجان الفنية في الخليل بمشاركة لجنة إعمار الخليل ووزارة السياحة والآثار ومجموعة من الخبراء لتقديم ملف المدينة بكامل المواصفات والأبحاث التي أجريت لمنظمة اليونيسكو راجين أن تحصل الخليل على هذا اللقب بعد كل هذه المؤتمرات والجهد والوقت".
وللخليل مؤهلات جمة تجعلها واحدة من أهم المدن التاريخية عن جدارة إذ يؤكد العسيلي وجود بعض الآثار والمباني في الخليل القديمة تعود إلى عهد الكنعانيين أي يعود تاريخها إلى آلاف الأعوام مثل الحرم الإبراهيمي الذي يعاني الآن هجمة شرسة من قبل سلطات الاحتلال لتهويده وضمه ضمن الإرث اليهودي.
من جانبها تؤكد المهندسة نهى دنديف من لجنة إعمار الخليل أن للمدينة مقومات دينية وتاريخية ومعمارية تؤهلها للدخول ضمن هذه القائمة؛ فبالنسبة للمقومات التاريخية فإن الخليل تضم العديد من المناطق التي تعود إلى آلاف السنين مثل موقع تل الرميدة والحرم الإبراهيمي.
أما بالنسبة للمقومات المعمارية فتؤكد دنديف أن النسيج العمراني الموجود في البلدة القديمة وهي المباني السكنية الموجودة حول الحرم الإبراهيمي إضافة إلى المباني العامة مثل الحمامات و"التكايا" والزوايا المختلفة تشكل تاريخاً بحد ذاتها بسنواتها العديدة وقدمها وجماليتها وطريقة بنائها.
لهذا فإن السعي كان جاهداً للوصول إلى الرأي العام العالمي حتى تتمكن هذه المبادرة من المضي قدماً في الخطوات العملية وحتى الآن فإن 15 رئيس بلدية عالمية آخرها بلدية جنيف واسطنبول وجنوا وشيكاغو وبرشلونا انضموا للمؤيدين رسمياً للمبادرة وأهدافها إضافة إلى شخصيات دولية مثل الرئيس السابق للولايات المتحدة جيمي كارتر وجاك شيراك وبطرس بطرس غالي وجون ميور الرئيس السابق لليونيسكو.
أما التخوف القائم فيكمن في مبادرة إسرائيل لتسجيل الحرم الإبراهيمي كموروث يهودي ضمن قائمة اليونيسكو وهذا أمر خطير كما يؤكد العسيلي لذلك فإننا في تسابق مع الزمن كما يقول "ولا أحد يستطيع أن يثنينا عن مسعانا".
وبدخول الخليل ضمن القائمة تكون هذه المبادرة قد شكلت سابقة للمدن الفلسطينية كأريحا ونابلس وبيت لحم وغزة إضافة إلى 50 موقعاً تاريخياً من المفترض أن تستكمل الإجراءات للمطالبة بتسجيلها ضمن قائمة المدن التاريخية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو".
وفي انتظار هذا القرار فإن التنافس لا يزال قائماً بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي للحصول على هوية تشرعن حق كل منهما في المناطق التاريخية.

يمكنكم قراءة التقرير بشكله الكامل بضغط على الرباط التالي

http://www.pnn.ps/index.php?option=com_content&task=view&id=76029

الصور خاصة بموقع الحملة

شارك هذا الموضوع