الجمهورية الإندونيسية دائما مع فلسطين |
تاريخ النشر: 2019/04/26

الجمهورية الإندونيسية دائما مع فلسطين

 

خص سعادة السفير " اندي رحميانتو" سفير الجمهورية الإندونيسية لدى المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين  شبكة "أخبار البلد" بمقالة خاصة حول  اندونيسيا وفلسطين

ويسعدني ان نقوم بنشرها كاملة، اعتراف بالدور الكبير الذي تلعبه اندونيسيا بدعم القدس أولا وفلسطين ثانيا والمسلمين ثالثا ،  واندونيسيا تعتبر من الدول الإسلامية الأكثر دعما لفلسطين وللقدس بشكل خاص فلا يكاد يمر يوم بدون ان تشاهد الاندونيسيين وهم يهرولون الى المسجد الاقصى

بقلم : أندي رحميانتو

قد عقدت الجمهورية الإندونيسية أكبر الانتخابات المنفردة في العالم للرئاسة الجمهورية والتشريعية في تاريخ 17 نيسان 2019. أكثر من 190 مليون ناخبا وبنسبة المشاركة 80% قد أدلوا بأصواتهم. رغم أن نتائج العد السريع (quick count) قد يتوقع من الفائز، فكلا المرشحين ما زالا ينتظران النتائج الرسمية التي ستعلن من قبل لجنة الانتخابات العامة في شهر قادم. وبعد الانتخابات، كيف موقف المرشحين تجاه فلسطين ؟ هل القضايا الفلسطينية ما زالت قضايا أولوية في السياسات الخارجية الإندونيسية ؟.

خلال زيارة قصيرة لمعالي وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى المملكة في أوائل آذار 2019م ، قد تمّ التأكيد مرة أخرى عن التزام الجمهورية الإندونيسية ومواقفها الداعمة لكفاح الشعب الفلسطيني. والدعم المقدم وسيستمر تقديمه يشمل مجالات السياسة، والاقتصاد، والمساعدات الإنسانية، وبناء القدرات.

إن الجمهورية الإندونيسية دائمًا في الخط الأمامي إذا حدثت أزمة في فلسطين وستواصل جهودها ضد الاحتلال الإسرائيلي إما في الضفة الغربية أوقطاع غزة. ودعم الجمهورية الإندونيسية لدولة فلسطين مسؤولية وتفويض دستوري.

وقد نص مقدمة دستور الدولة عام 1945 صراحةً على أنّ الاستقلال هو حق مشروع لكل الشعوب، وبهذا السبب فإنّ الاحتلال يجب محوه من فوق الأرض لعدم توافقه مع الإنسانية والعدالة.

منذ ظهور دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أصبح الوضع في فلسطين سواء في الضفة الغربية كان أوفي قطاع غزة مقلق للغاية وغير مستقر بشكل متزايد. والدعم الكامل من أمريكا وغير المشروط لإسرائيل يبرّر سياسة إسرائيل العدوانية المتزايدة تجاه شعب فلسطين.

من ضمن الدعم الأمريكي اعتراف الولايات المتحدة الأمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة، وإنهاء المساعدات الأمريكية للأونروا.

ونتيجة لذلك، استمرت إسرائيل وبدون المقاومة فرض سياسات التهويد في فلسطين وواصلت إسرائيل تطوير بناء المستوطنات  غير الشرعية بشكل كثيف ولم تهتمّ بجميع قرارات الأمم المتحدة.

كما استولت إسرائيل على الأراضي / الممتلكات للشعب الفلسطيني، وقامت باقتطاع أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية وإيقاف فريق المراقبين الدوليين في مدينة الخليل. إضافة إلى ذلك، اعتداء المستوطنين والمتطرفين اليهود ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل متكرر. وقد قامت أيضا الصهيونية الإسرائيلية بمحاولات مكثفة لتغيير الوضع الراهن في مدينة القدس وطمس هويتها بما في ذلك المسجد الأقصى.

من الناحية السياسية، ستواصل الجمهورية الإندونيسية بصفتها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة للفترة 2019-2020 ، تأكيدها لدعم نضال الشعب الفلسطيني للحصول على استقلال فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وسترفع إندونيسيا دائمًا القضايا الفلسطينية إلى مجلس الأمن لتكون أكثر أهمّيّة ومناقشة لدى المجلس.

في إطار الرئاسة الإندونيسية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في آيار 2019م سيعقد اجتماع صيغة أريا (Arria Formula) ليثير الجوانب القانونية والإنسانية في فلسطين ، وبالتحديد متابعة قرار مجلس الأمن  رقم 2334 عام 2016 بخصوص المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

ومن الناحية الاقتصادية، أصدرت الجمهورية الإندونيسية سياسة إعفاء الرسوم الجمركي للمنتجات الفلسطينية من زيت الزيتون والتمور. وهناك عدد من المنتوجات الأخرى قيد البحث لإعطاء التسهيلات نفسها.

هذه السياسات مرجوة لتعزيز زيادة الصادرات الفلسطينية إلى إندونيسيا ولها تأثير إيجابي على إنعاش الاقتصاد الفلسطيني. وقد أنشأ كلا البلدين مجلس الأعمال الفلسطيني – الإندونيسي (Palestine – Indonesia Business Council/PIBC)  وهو منتدى التجارة والاستثمار.        

وارتفاع عدد السُيّاح الإندونيسيين من المسلمين والمسيحيين إلى الأراضي المقدسة في فلسطين إلى حوالي 90 ألف شخص في السنة يؤثر إيجابيًا لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الصعوبات المعيشية تحت الاحتلال العدواني الإسرائيلي المتزايد في أكثر من 50 عامًا.

وتُعتبر الدبلوماسية الإنسانية أيضًا وسيلة فعالة لإندونيسيا لمساعدة الشعب الفلسطيني، وخاصة لحوالي 5.5 مليون لاجئين فلسطينيين منتشرين في الأردن، وسوريا، ولبنان ، بالإضافة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في وسط الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأونروا ، ضاعفت الجمهورية الإندونيسية مساهمتها لتصبح مليون دولار أمريكي. وقد أبلغت وزيرة الخارجية الإندونيسية هذا الالتزام الإندونيسي مباشرة إلى المفوض العام للأونروا في زيارتها إلى المملكة.

تأتي أيضا المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين من مجموعات مختلفة، بداية من  الهيئة الوطنية للزكاة (BAZNAS)، ومجلس العلماء الإندونيسي (MUI)، والكشافة، ومحبي الخير، والجامعات، والوكالات الإنسانية ، والمشاهير. وفي العامين الماضيين بلغت تبرعات الجهات غير الحكومية 4.5 ملايين دولارا أمريكيا.

والدعم الآخر والمهم هو بناء القدرات. وأكثر من عقد من الزمن ، خصصت إندونيسيا 10 ملايين من الدولار الأمريكي و 2 مليون دولار إضافي للسنوات الثلاث القادمة من خلال آلية المؤتمر بين دول شرق آسيا لفلسطين (Conference among East Asian Countries for Palestine). ولحدّ الآن قد قدّمت إندونيسيا تدريبًا فنيًا لأكثر من 2000 فلسطينيا حكوميين كانوا أوغير حكوميين.

يتم توجيه هذا التدريب في شكل 177 مهارات، كالتمويل الجزئي، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، والسياحة، وتربية الأسماك ، وتمكين المرأة ، والسياسة المالية، وشراء السلع والخدمات.

إنّ أنواع الدعم الإندونيسي المختلفة لشعب فلسطين دليل على أنّ القضية الفلسطينية تكون دائماً في وجدان وقلوب الشعب الإندونيسي. والقضية الفلسطينية بطبيعتها جوهر السياسة الخارجية والدبلوماسية منذ بداية الجمهورية الإندونيسية حتى الآن.

إنّ الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني ودعم بناء القدرات من إندونيسيا للشعب الفلسطيني سواء من الحكومة كان الدعم أو من المجتمع لن يفتر وإنّ الجمهور متفائلون للغاية من كلا المرشحَين لأن إندونيسيا ستكون دائماً مع فلسطين !

 

شارك هذا الموضوع