بلدية الخليل توقع اتفاقية لإنشاء مستشفى للتأهيل في قلب الخليل بتمويل إندونيسي بقيمة 7 مليون دولاراً |
تاريخ النشر: 2020/01/04

بلدية الخليل توقع اتفاقية لإنشاء مستشفى للتأهيل في قلب الخليل بتمويل إندونيسي بقيمة 7 مليون دولاراً

 

عَمان - وقّعَ رئيس بلدية الخليل أ. تيسير أبو سنينة اليوم السبت، في جمعية خليل الرحمن بالعاصمة الأردنية عمّان، اتفاقية تمويل بناء المستشفى مع هيئة علماء المسلمين في جمهورية اندونيسا، وذلك لإنشاء مشفى تأهيلي في قلب الخليل بقيمة 7 مليون دولاراً أمريكي، بحضور نائب رئيس الجمهورية الاندونيسية ورئيس الهيئة عبد المحيي جنيدي عشماوي وأمين عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة  وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد التميمي ووزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح والسفير الاندونيسي للأردن وفلسطين آندي رشماوي وعدد من أعضاء المجلس البلدي ورئيس جمعية خليل الرحمن محمد علي الجعبري وعدد من أعضاء الجمعية ورجال الأعمال الفلسطينيين وجمع غفير من ممثلي المؤسسات الشعبية والرسمية في عمان.

ورحبّ أبو سنينة بالحضور، شاكراً حضورهم لتوقيع اتفاقية دعم وإنشاء المستشفى الاندونيسي للتأهيل في قلب مدينة خليل الرحمن بتبرع سخي من هيئة علماء اندونيسا ممثلة بالحكومة الاندونيسية ووزارة الخارجية والشعب الاندونيسي الشقيق، مثمناً موقف المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ملكاً وحكومةً وشعباً لاحتضانهم حفل التوقيع لتعثر قدوم الوفد الاندونيسي الشقيق إلى فلسطين بسبب إجراءات منع الاحتلال وعدم منحهم التصاريح اللازمة، مثنياً على دور أمين أمانة عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة، مُشيداً بالعلاقة الوطيدة التي تربط بلدية الخليل بأمانة عمان الكبرى،  شاكراً فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ودولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية على دعمهم المتواصل للخليل خاصةً للمناطق المغلقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ووزير الحكم المحلي الفلسطيني المهندس مجدي الصالح لتكرمه وحضوره إلى الأردن الشقيق للمشاركة في حفل التوقيع ممثلاً عن الحكومة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ محافظة الخليل الأكبر من حيث عدد السكان والمساحة وتعتبر قلعة الاقتصاد الفلسطيني.

 وأشار أبو سنينة إلى أنّ مدينة الخليل مسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لدى اليونسكو في العام 2017، مستعرضاً الوضع الحالي للمدينة والهجمة الاستيطانية الإسرائيلية الشرسة بحق المقدسات الإسلامية والمواطنين، والتي تهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها الأصليين من قلب المدينة وبلدتها القديمة، موضحاً أنّ هناك ما يزيد عن 120 حاجز عسكري في منطقة الخليل القديمة، مبيناً أنّ فكرة إنشاء المستشفى الاندونيسي للتأهيل في قلب المدينة بالتنسيق والشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية جاءت لتعزيز القطاع الصحي بشكل عام والعلاج التأهيلي بشكل خاص، الاستغناء عن المستشفيات الإسرائيلية من حيث الخدمات المقدمة والنوعية، استقبال مرضى قطاع غزة المصابين جراء الحرب، توفير فرص عمل للشباب الفلسطيني من خريجي الجامعات واستقطاب الكفاءات الطبية وإسناد التعليم الصحي لكليات الطب في جامعتي الخليل وبوليتكنيك فلسطين، شاكراً وزارة الصحة الفلسطينية التي ستعمل على تشغيل هذا المستشفى، مقدماً عظيم شكره وامتنانه للجانب الاندونيسي على تبرعهم السخي، معتبراً أنّ هذه الخطوة تُدلل على عمق العلاقة بين الشعبين الاندونيسي والفلسطيني، لافتاً إلى أنّ أهالي الخليل تبرعوا بقطعة الأرض البالغ مساحتها 4 دونم وستبلغ مساحة مبنى المستشفى ما يقارب 7000 متر مربع.

من جانبه، تقدم "عشماوي" بالتهاني من المملكة الأردنية ملكاً وشعباً لاستردادهم أراضي الباقورة والغمر من إسرائيل بعد 25 عاماً، متأملاً أن يحتفل العالم قريباً بتحرير فلسطين المحتلة، مؤكداً أنه رغم بُعد المسافة الجغرافية إلا أنّ الشعب الاندونيسي سيبقى مدافعاً عن حق الشعب الفلسطيني بالاستقلال والتحرر، موجهاً تحياته للشعب الفلسطيني المناضل، لافتاً إلى أنّ المجاهدين الفلسطينيين ساهموا في تحرير اندونيسيا من ألف استعمار، مشدداً على أنّ هذا المستشفى بمثابة دعم يسير للفلسطينيين الذين يعانون من الحصار منذ ما يزيد على نصف قرن، مضيفاً أنّ الحكومة الإندونيسية ترفض الاعتراف باسرائيل التي  تمارس القمع اليومي للشعب الفلسطيني وتمارس أخلاق الاستعمار انطلاقا من مبادئ الدستور الإندونيسي، مشيراً إلى أنّ هذا المستشفى يعتبر الثاني في فلسطين الحبيبة، ويأتي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مُشيداً بالدور العظيم الذي تقوم به بلدية الخليل في مدينة خليل الرحمن ومرقد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وكونها كبرى المدن الفلسطينية، وفي ختام كلمته دعا عشماوي الاندونيسيين إلى زيارة فلسطين عن طريق الأردن الشقيق.

وأكدّ نائب أمين عمّان الدكتور مخلد المناصير في كلمته التي ألقاها نيابةً عن أمين عمّان، أنّ العلاقات الأردنية الفلسطينية متأصلة، وأنّ جلالة الملك عبد الله بن الحسين يعتبر القضية الفلسطينية القضية الأولى، لافتاً إلى أنّ القيادة الهاشمية تولي أهمية كبرى للحفاظ على الوصاية الهاشمية التي ترعى المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، مُبدياً استعداد أمانة عمان لتقديم يد العون والمساعدة في كافة المجالات، وذلك ضمن توجيهات القيادة، مُبيناً أنّ اتفاقية التعاون والتوأمة التي أبرمتها الأمانة مع بلدية الخليل عام 2014، ما هي الا دليل على سعي أمانة عمان إلى رفد بلدية الخليل بكل الإمكانيات المتاحة، مُباركاً مشروع إنشاء المشفى وحاجة الخليل الماسة له وقرب موقعه من الحرم الإبراهيمي الذي يحتل أهمية تاريخية ودينية كبيرة، شاكراً الحكومة الاندونيسية على دعمهم هذا المشروع الذي من شأنه تفويت الفرصة على الاحتلال ومستوطنيه في مصادرة الأراضي الفلسطينية.

بدوره، نقل المهندس الصالح تحيات فخامة الرئيس محمود عباس ودولة رئيس الوزراء إلى جلالة الملك وحكومة الأردن وشعبها الذين يقفون على ثوابت الشعب الفلسطيني ويدعمون الشعب الفلسطيني ومقدساته، واستضافتهم الحفل بسبب محاولات الاحتلال التي حالت دون تمكن الأصدقاء الاندونيسيين من دخول فلسطين، مؤكداً على عمق العلاقات الفلسطينية الاندونيسية، لافتاً إلى أنّ رهان الشعب الفلسطيني على الاخوة والاشقاء العرب كان دوماً في مكانه، موضحاً أنّ هذا الحفل بمثابة رسالة لكل العابثين والطامعين بالمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي أنّ لفلسطين امتداد كبير وأمة كبيرة تمتد من عمّان إلى جاكرتا يقدمون الغالي والنفيس لحماية هذه المقدسات ودعم صمود الشعب الفلسطيني، مثمناً جهود بلدية الخليل التي تجمع بين تقديم الخدمات للمواطنين وتنفيذ مشاريع حيوية تتلمس احتياجات المواطنين، مما يشير إلى تكاملية الأدوار والمسؤوليات بين الحكومة المركزية والهيئات المحلية.

وشكر الجعبري بلدية الخليل ممثلةً برئيس وأعضاء المجلس البلدي على المتابعة الحثيثة لاحتياجات المواطنين، وصمودها في وجه كل التحديات والعقبات التي يضعها الاحتلال في طريقها، معرباً عن سعادته بحالة التضامن التي تقوم بها الدول العربية والإسلامية ووقوفهم مع الحق ضد الباطل، مشيداً بموقف الحكومة الاندونيسية الداعم للقضية الفلسطينية الذي يعتبر فلسطين أرضاً محتلة ويرفض الاعتراف بدولة الاحتلال، مشيداً بدور الممكلكة الأردنية الهاشمية الداعم للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

وألقى المستشار حاتم كايد ممثلاً عن سفير دولة فلسطين بالأردن عطا الله خيري كلمةً أثنى فيها على مواقف الحكومة والشعب الاندونيسي المناصر للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والمشروعة، مؤكداً أنّ هذا المشفى سيكون له أثر كبير في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين في الخليل وغيرها من محافظات الوطن، معتبراً وجود هذا المشفى سيساهم في التحرر من الاعتماد على المحتلين والاستقلال الصحي عنهم والذي يعتبر احدى الاستراتيجيات الوطنية، معرباً عن رفض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية للمستشفى الميداني الأمريكي على أطراف غزة نظراً للأهداف الخبيثة التي تختفي وراء إقامته، شاكراً الأردن الشقيق ملكاً وحكومةً وشعباً على استضافته لهذا العمل الإنساني والنبيل.

وأوضح "رحامينو" أنّ الحكومة الاندونيسية ستبقى داعمةً للقضية الفلسطينية، وأنها دعمت سابقاً مستشفى في قطاع غزة، ودعمها اليوم للمستشفى التأهيلي بالخليل يؤكد على علاقة الاخوة بين الشعبين الاندونيسي والحكومي،

وتخلل الحفل عرض فيديو وثائقي عن أهمية إنشاء المستشفى، وعرض هندسي عن المشروع، وفي ختام الحفل تم توقيع الاتفاقية بين هيئة علماء اندونيسيا وبلدية الخليل، حيث من المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع على الأرض في غضون عدة أيام.

 

قسم الإعلام

بلدية الخليل

4/1/2020

شارك هذا الموضوع