يعد البروفسور جاري هامل Gary Hamel  من اهم و اشهر علماء الادارة الذين كتبوا عن تحديث مفهوم الادارة الاستراتيجية الذي يجب ان يبنى على الابتكار و الابداع في ظل عالم تسوده التغيرات و التحديات السريعة في ظل مفهوم تعميم المعرفة.

في كتابه مستقبل الادارة (Future of Management ) اعتبر جاري هامل الادارة بحد ذاتها اختراع يتعلق بامور التخطيط والتنظيم و التوجيه و الرقابة في الامور الادارية و المالية و قد تطور هذا العلم  ببطئ مع مطلع القرن العشرين الى ان وصلنا الى القرن الواحد و العشرين حيث اصبحت انظمة الاتصالات و المعلومات سهله و متاحه للجميع بحيث اصبح علم الادارة و التخطيط الاستراتيجي سهل و متاح  للجميع مما تطلب اعادة دراسة و تطوير هذا العلم بما يتواكب مع ثورة الاتصالات و المعلومات و هنا نتحدث عن الادارة و التخطيط المبني على المعرفة  المستند على  العنصر البشري.

فلا يمكن فصل احتياجات العاملين و القوى البشرية عن التخطيط و التطوير ففهم احتياجاتهم و توفير بيئة عمل تشجع الابتكار و الابداع هي اهم عنصر في تطوير المؤسسة لذا يجب على المؤسسة ان تعمل على توفير بيئة العمل التي تشجع الابتكار و الابداع .

اذن علم الادارة الاستراتيجية بالمفهوم الحديث مبني على اساس المعرفة المتاحه للجميع و التي يجب ان يبنى عليها بما نحصل عليه  من تراكم  للخبرات  العملية للقوى البشرية و كذلك الاستثمار الامثل لأنظمة الاتصالات و المعلومات.

دول عدة اصبحت في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا في قارة اسيا و من ضمنها الصين و كوريا الجنوبية  و سنغافورة و تركيا و التي اعتمدت نموذج مدن العلوم و التكنولوجيا التي احتضنت العلماء و المبدعين و وضعتهم في معزل عن الصراعات السياسية و الافكار الايدلوجية  ووفرت لهم البنية التحتية المناسبة للابداع و الاختراع في تطوير العلوم و التكنولوجيا الى ان وصلت هذه الدول الى الاستقرار السياسي لتجد نفسها انها جاهزة للاستفادة من ما انتجته هذه المدن المخصصة للعلوم والتكنولوجيا وحاضنات التقنية.

لن يتحقق نمو اقتصادي و استغلال  للموارد الاقتصادية الا بزيادة الانتاج و الاعتماد على الذات و استغلال الموارد الاقتصادية المتاحة و عناصر اللانتاج و اهمها المصادر البشرية التي يجب ان تستثمر في الانتاج المحلي وزيادة الناتج القومي الاجمالي  و تشجيع المبادرات في المشاريع الصغيرة المنتجة لكي نحد من الاستيراد من الخارج و نعتمد  على السلع  المنتجة محليا .

فلا يمكن ان نبقى مجتمع استهلاكي يعتمد على الاستيراد من الخارج و يكون التوجه فقط الى قطاع الخدمات في تحقيق الدخل والربح السريع

فيجب ان نستغل ما يميزنا في المحيط الذي نعيشه من موارد متوفرة ونستغلها الاستغلال الامثل في زيادة الانتاج الوطني.

علينا ان نقف وقفة حقيقية عند هذه المشكلة الاقتصادية الكبيرة التى يعاني منها قطاع هام في مجتمعنا العربي ويجب على الحكومات والمخططين الاقتصاديين وضع الخطط الاقتصادية لتقليل نسب البطالة والتوجه نحو المشاريع التنموية في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوجيه الاستثمار نحو الصناعات الخفيفة التى تعطي كل مجتمع ميزة تنافسية في انتاج السلع.

كثير من الاقتصاديات الكبرى في العالم قامت على العنصر البشري في الانتاج والابداع والابتكار واستثمرت في المصادر البشرية لتحقيق التنمية المستدامة.

علينا الاستفادة من التجارب العالمية في هذا السياق وهي كثيرة في عالمنا الاسلامي اذا ما اخذنا النموذج التركي في تحقيق التنمية الاقتصادية.